لا شك أنك سمعت عن خدمة Google Instant الخدمة الجديد المقدمة من طرف شركة جوجل و التي تقوم باستظهار نتائج جديدة كلما واصل الباحث إدخال كلمات و حروف جديدة في خانة البحث، إضافة إلى مساعدته باقتراح كلمات مفتاحية عبر خدمتها Google Suggest.
حسبما أعلنت عنه Google فإن خدمة Instant تسمح بتوفير وقت لا يستهان به لدى البحث على الإنترنت، و تشير إلى توفير ما معدله 11 ساعة مقابل كل ثانية يقضيها البشر في البحث على الإنترنت.
لكن هل فعلا ما فعلت Google فعلتها إلا لتوفير وقت المستخدمين؟ لو أمعنا النظر قليلا للاحظنا أن الباحث باستخدام Google Instant يشاهد نتائج أكبر من التي ألف مشاهدتها لدى بحثه بالطريقة الكلاسيكية، و كلما زادت نتائج البحث التي يستظهرها متصفحه كلما زادت الإعلانات التجارية المصاحبة لها.
لكن هل سيعود الأمر فعلا بالفائدة على جوجل؟ بعبارة أخرى أليست جوجل تقامر بإطلاقها لخدمة Instant ؟:
– تقنيات إضافية تمت تطويرها لتوفير نتائج بحث متجددة في الزمن الحقيقي.
– ارتفاع تكاليف عمليات البحث، حيث أصبحت خوادم جوجل تجيب على ما معدله 5 إلى 7 طلبات بحث إضافية لإيجاد معلومة واحدة كان بالإمكان إيجادها بطلب واحد من دون استعمال Instant، مما يعني أن جوجل احتاجت إلى زيادة عدد خوادمها لتلبية الطلبات الإضافية القادمة من Google Instant، لأنه لو لم يتم رفع عدد خوادم جوجل الخاصة بعمليات البحث لشاهدنا بطء في وصول نتائج البحث
– تغير في سلوك بعض الباحثين على جوجل حيث أصبح تركيزهم بشكل أكبر على منطقة نتائج البحث التي تتغير باستمرار كلما تمت إضافة كلمة مفتاحية جديدة، مما يجعل الباحث “يغفل” عن الإعلانات الجانبية المصاحبة لنتائج البحث.
قد تكون جوجل و من دون أدنى شك جربت الخدمة الجديدة على عينات كبيرة قبل إطلاقها، لكن ماذا لو استمر مستخدمو Instant بتجنب الإعلانات الجانبية؟ ألا يشكل ذالك خطرا على المعلنين ؟
– كما أنه من الممكن أن يلحق Instant ضررا كبيرا بنظامي AdWords / AdSense ، حيث سيعمد الباحثون إلى إدخال كلمات مفتاحية أكثر فأكثر للحصول على نتائج بحث أفضل. مما يعني أنه سيقل الاعتماد على الكلمات المفتاحية الشهيرة و كثيرة التداول و التي عادة ما تباع بأسعار غالية و بالتالي ستصبح أقل “جاذبية” مما يفقدها من قيمتها في سوق AdWords و تهافت المزايدين عنها و هذا معناه :مداخيل أقل لـ جوجل .
– زيادة غموض سوق البحث على الإنترنت، حيث أنه كان يكفي سابقا لمكاتب الدراسات المختصة أمثال Comscore احتساب عدد الطلبات التي تتلقاها خوادم كل محرك بحث حتى تقيس حصته من سوق البحث، إلا أن ذلك العدد لن يعود ذا قيمة كبيرة بحكم العدد الإضافي من الطلبات التي تنتج عن Google Instant مما يعقد من وضعية جوجل أمام المعلنين، حيث لن تعود قادرة على استعمال عدد عمليات البحث كمؤشر عن حصتها من سوق البحث.
لا ننكر أن Google Instant يعتبر إنجازا في حدث ذاته، كما أنه يسهل مهمة البحث للكثيرين، لكن أن تخاطر جوجل بإطلاق هذه الخدمة من دون أي فوائد ظاهرة للأمر تعود عليها يدعو إلى إعادة التفكير في الأمر.
كما يقول المثل الفرنسي “من لا يخاطر إطلاقا لا يحصل على أي شيء إطلاقا” ، لكن هل ستعود مخاطرة جوجل عليها بالنفع؟ قد يكون أولى النتائج التي تبحث عنها جوجل هو زرع الشك في نفوس منافسيها و بالأخص بينج Bing.
قد تكون جوجل -و بلا شك- على علم بالمخاطر التي تحف Instant و من المحتمل أنها جربتها على شريحة واسعة (من موظفيها أو غيرهم) قبل إطلاقها، لكن هل تعتبر تلك الشريحة عينية جيدة لملايين المستخدمين في “العالم الحقيقي”؟
السؤال الذي يعيد طرح نفسه من جديد: هل تقامر جوجل بإطلاقها Google Instant ؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة عنه.
لتجربة الخدمة من خلال الرابط التالي: http://www.google.com/instant/