شركة أميركية غير ربحية تدعى “صندوق الاستثمار لتنمية الإعلام” (إم.دي.آي.إف)، لتزويد كل سكان الأرض بالإنترنت اللاسلكي المجاني باستخدام مئات الأقمار الاصطناعية المصغرة.
وفكرة هذا المشروع الطموح الذي أطلق عليه اسم “آوترنت”، تقوم على إطلاق مئات الأقمار الاصطناعية المصغرة إلى مدار منخفض حول الأرض بحيث يتولى كل قمر اصطناعي استقبال البيانات من عدة مئات من المحطات الأرضية ثم إعادة بثها عبر موجات إذاعية عريضة إلى الهواتف والحواسيب المنتشرة حول العالم.
وسيمكن هذا المشروع -الذي سينطلق بحلول يونيو/حزيران 2015- مواطني دول تفرض حكوماتها رقابة على الإنترنت -مثل الصين وكوريا الشمالية- من الوصول غير المقيد والمفتوح إلى الإنترنت.
وتقول الشركة إنها ستتمكن من “بث” الإنترنت إلى جميع مناطق العالم حتى النائية منها، وسوف يتكلف مشروعها عشرات ملايين الدولارات التي تسعى إلى توفيرها عبر استقطاب التبرعات والمنح المالية.
وكشفت أنها ستبث في بداية الإطلاق التجريبي محتوى من الإنترنت للأشخاص غير القادرين على الولوج إلى الشبكة العالمية، ليكون البث في اتجاه واحد من الأقمار الاصطناعية إلى المستخدم، لكنها أكدت أن الهدف النهائي هو توفير البث في اتجاهين بمرحلة مستقبلية للمشروع.
وسيتضمن محتوى الإنترنت، القابل لتصفحه عبر شبكة “آوترنت”، أخبارا من منصات إعلامية مختلفة، ومعلومات من مواقع إلكترونية مثل “ويكيبيديا”، وتطبيقات مثل تطبيق الخرائط مفتوح المصدر “أوبن ستريت ماب”، إضافة إلى الموسيقى والألعاب والأفلام، بجانب دورات تعليمية مجانية.
وتهدف الشركة إلى استخدام شبكتها من الأقمار الاصطناعية في أغراض خدمية أخرى، مثل إرسال إشارات الطوارئ في حالة تضرر أو انقطاع شبكات الاتصالات التقليدية في منطقة ما منكوبة.
وقالت، عبر الموقع الرسمي للمشروع “آوترنت.آي إس”، إن توفير محتوى الإنترنت دون وسائل الرقابة الحكومية التقليدية لمستخدمين جدد سيساعد في بناء المستقبل، وذلك بواسطة المعرفة التي سيحظى بها هؤلاء المستخدمون عبر الاطلاع على كم من المعلومات يفتقدونه حاليا.
وتقدر الشركة أن نحو 60% فقط من سكان العالم يحظون حاليا بالقدرة على الوصول إلى كنز المعرفة الذي يمكن لهم أن يجدوه على الإنترنت، وعللت ذلك بأنه رغم الانتشار الواسع لتقنية الاتصال اللاسلكي (واي-فاي) فإن العديد من الدول “غير قادرة أو غير راغبة” بتطوير البنية التحتية اللازمة، إضافة إلى ارتفاع أسعار خدمات الإنترنت في بعض الدول.
وستبدأ الشركة في يونيو/حزيران المقبل بتطوير واختبار النموذج التجريبي للأقمار الاصطناعية التي ستستخدمها في المشروع مع بدء اختبار طريقة البث في بيئة مشابهة للبيئة التي ستكون فيها الأقمار الاصطناعية في سبتمبر/أيلول، ومن ثم ستستمر الأعمال الخاصة بالمشروع في العام المقبل لتصل إلى موعد عملية الإطلاق والبث في يونيو/حزيران 2015.