لا يزال الاقتصاد القائم على الموارد الطبيعية هو الدعامة الرئيسية للاقتصاد في بلدان شمال إفريقيا. ففي الجزائر وليبيا، يُعد النفط والغاز الطبيعي هما المحركين الأساسيين للدفع بعجلة النمو الاقتصادي؛ بينما تُعد الفوسفات والزراعة والسياحة هي الركيزة الأساسية لإجمالي الناتج المحلي (GDP). وما أحوج هذه البلدان لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) بالإضافة إلى الشباب الباحثين عن فرص العمل.
وتعتقد Google بأن الإنترنت سيكون عاملاً أساسيًا للشركات الناشئة والشركات الصغيرة في بلدان شمال إفريقيا، والتي يُمكن لها أن تحقق استفادة كبيرة جراء انخفاض التكلفة التي توفّرها الحوسبة السحابية والأدوات والمنتجات القائمة على الإنترنت. وإن معدلات الكفاءة المرتفعة هذه من شأنها أن توفر مواردًا جديدة لخلق المزيد من فرص العمل للشباب من حديثي التخرج.
كشفت دراسات تم إجراؤها على قيمة شبكة الإنترنت أن الإنترنت يساعد على رفع الإنتاجية في الشركات، والوصول إلى العملاء في الأسواق الجديدة، إلى جانب إرسال المنتجات إلى أسواق جديدة. وفي المغرب أكدت دراسة أجرتها مؤسسة “ماكينزي آند كومباني” أن المغرب لديها من القدرات ما يؤهلها لتسخير فوائد الإنترنت على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، لاسيما وأن صغار السن من السكان أصبحوا يستخدمون الإنترنت.
في شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي، تم إطلاق برنامج ابتكار تونس، وهو عبارة عن مبادرة مشتركة بين الحكومة التونسية من جانب وشركة Google من جانب آخر. وشهد الحدث تسليط الضوء على بعض أبطال الابتكار في تونس، الذين يستخدمون الإنترنت لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، حيث تم استعراض الدور الذي يلعبه الابتكار في إنعاش الاقتصاد.
شهدت تونس تنظيم حدث أسبوع Google لرواد الأعمال، في 25 أيلول (سبتمبر)، بمشاركة مجتمعية لمناقشة موضوعين رئيسيين: تذليل العقبات في سبيل الأنشطة التجارية وتمكين الوصول المقسم إلى رأس المال.
كما تخللت الجلسات أيضًا عقد ورشة عمل حول الدورات واسعة النطاق المفتوحة على الإنترنت (MOOCs) وبرنامج Coursebuilder من Google؛ وهي عبارة عن أدوات مجانية توفّر لسكان المنطقة من الشباب فرصة رائعة للتطوير المهني. وأعرب المشاركون عن استعداد تونس لفتح الأبواب أمام شركات الإنترنت ورواد الأعمال للازدهار في الأسواق المحلية والعالمية، وذلك من خلال تذليل العقبات أمام تسجيل الأنشطة التجارية أو تسهيل الوصول إلى رأس المال.
أما عن الجزائر، وباعتبارها جزءًا من المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت، فقد تم عقد جلسة حول “الابتكار والنمو الاقتصادي” وتم الحديث في الكلمة الافتتاحية حول الوصول، كما تم توضيح دور الابتكار في تمكين الحكومات من نشر البنية الأساسية للنطاق الترددي الواسع.
