أهلاً بك يا رمضان.. أهلا بشهر الجود والخير والإحسان، أهلا بشهر التوبة والعبادة والإيمان، أهلا بالشهر الذي أُنزل فيه القرآن. لقد عُدتَ إلينا وعادت أيامك، وأضاء بعد طول غياب نور هلالك. لقد انتظرناك انتظار المشتاق، فجئت إلينا بعد غيبة وفراق. فالحمد لمن بارك فيك الأوقات، والشكر لمن خصك باليمن والبركات. هو الله الذي جعلك للتقوى سبيلا قويما، وأرادك للعابد رفيقا حميمًا، وفتح بك للتائب بابا رحيما.
أنت الذي يجتمع فيك الأطهار، وتمتلئ المساجد بالصلوات والأذكار، يعبدون ربهم بخشوع وانكسار، ويسدلون على ذنوبهم حُجُبَ الأستار، يظهرون ولاءهم كل إظهار، يجتنبون المعاصي وفعل الخسار، يطلبون الستر من رب ستار، ويسألون العفو من رب غفار، يخافون بطش العزيز الجبار، ويعبدون الله الواحد القهار، وفي العشر الأواخر من شهر الأنوار، في ليلة القدر والأقدار، ينادي الله عباده الأطهار، وتتنزل عليهم الملائكة الأخيار، ببشرى من الله لعباده الأبرار، فلله دَرُّك يا شهر الأذكار.
أنت شهر الهدى.. يتبتل الناس فيك تبتيلا، وأنت شهر الذكر.. أنزله الله فيك تنزيلا، وأنت شهر القرآن.. يرتله العباد فيك ترتيلا. يا رب إني أحمدك حمدا جزيلا، وأثني عليك ثناءً جميلا، أريد أن أحكي لك هما ثقيلا، وأشكو إليك خطبا جليلا، وأريد يارب أن أدعوك دعاءً طويلاً طويلا، فلا أدري بغير الدعاء لرحمتك سبيلا، فاسمع من عبادك الملهوفين كَلِمًا وقيلا، واستجب يا رب لمن كنت عنه وكيلا، ولا ترُدّ من جاء يسعى لبابك ذليلا، يرجو رحمة منك ويخشى عذابا وبيلا.
يارب هل الظلم من تعاليم الأديان؟ أم أنه من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان؟
يارب.. لماذا كان النصر دائما حليف الأعداء؟ والمسلمون لا ينتصرون إلا في الأغاني وخطب الزعماء؟ أليسوا عبادك أم صاروا أهل رياء؟ لماذا هبطوا الحضيض بعد أن كانوا في علاء؟ لماذا صاروا في جهالة بعد أن كانوا علماء؟ لماذا أصابهم الذل بعد عزة وهناء؟ لماذا أصبحوا أمواتا في دنيا الأحياء؟ هل ما زالوا عبادَك أم صاروا من الأعداء؟ هل غاب عنهم الأبرار ومات الصُلحاء؟ يارب من منهم المسؤول عن هذه الغمّاء؟ أم هم جميعا في الجرم شركاء؟ يارب أنت القدير ذو الآلاء، فارحم أهل دينك الضعفاء، يارب أَسـمِعْهم صوتَ منادي السماء، ليتبعوا داعي الحق كالعقلاء، وألِّفْ بين قلوبهم بمحبة وإخاء، وارحمهم يارب فأنت خير الرحماء. يارب استجب لنا هذا الدعاء، من أجل نبيك خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.
يارب.. بحق هذا الشهر الكريم شهر الصيام، الذي يأتينا عاما بعد عام، اهْدِ بهداك إخوة الإسلام، وأَعِزَّ بعزتك أمةَ الإسلام، وصَلِّ على محمد خير الأنام، حبيب الإله حبيب الكرام، رسول الهدى رسولِ السلام، نبيِّ الرحمة عظيم العُظام، سيدِ الخَلق في أعلى مقام، فخرِ العباد كريم لا يُضام، عظيم الخُلق لِنقص لا يُلام، سراج منير وبدره تام، وجهه صبوح من الابتسام، تهواه النفوس بشوق الهُيام، ويصبي القلوب بأحلى وشام، كريم السجايا بليغ الكلام، شفيع البرايا رفيع المقام، رفيق الملائك بصُحب الكرام، صفيّ السماء في البيت الحرام، رعاه الحفيظ الذي لا ينام، حباه الإله بأعلى وسام، فختم النبوة بحُسن الختام، نصلي عليه ونلقي السلام، عليه الصلاة وأزكى السلام.
وبهذه الكلمات إذ نهنئكم نحن أسرة مجمع البرامج بقدوم شهر رمضان الكريم للعام 2012 في العالم العربي والإسلامي أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمّن والبركات .