كانت فكرة النسخ واللصق وسرقة حقوق التأليف منذ سنوات هي السائدة في أغلب ما تنشره المواقع العربية، وخاصة المنتديات والمدونات، وحتى يومنا هذا ما زلنا نرى بعض أصحاب المواقع يتبعون هذا النهج، مما يدعو للاستغراب، حيث يضع هؤلاء ضوابط وسياسات في مواقعهم تنافي هذا التصرف.
شرطي النت
لم ينجح احد حتى الآن- ولا حتى الحكومات – في ضبط الوضع المزري الموجود في بعض المواقع العربية، وما زال مستمراً بوتيرة مضطردة تهدف لسرقة محتوى المواقع الأخرى.
شركة واحدة في الطرف الثاني من الكرة الأرضية استطاعت ضبط المواقع إلى حد كبير ، ووضعت أمام مديريها خيار العمل الجدي والالتفات إلى إضافة محتوى مفيد يقدم منفعة للمستخدمين حتى لو كانت فكرة المادة مطروحة في السابق، والحرص على ذكر أصحاب الموضوع الحقيقيين.
العقوبات
حين يفتتح احد الأشخاص موقعا جديدا فان أول ما يتبادر إلى ذهنه هو أن يكون عدد زوار موقعه كبير وبازدياد، و بالتالي لابد أن يرى هذا الشخص شروط محركات البحث والتي تجلب الكم الأكبر من الزوار، وبالتالي فإن الوصول إلى هذه النتيجة يحتم عليهم تطبيق شروط تلك المحركات، وهنا يكمن بيت القصيد.
هذه المعادلة فهمها اغلب مدراء المواقع العرب إلا ما ندر ، حيث أصبحنا نرى ما يسمى بقوانين المواقع وسياسة الخصوصية، وجميعها تصر على عدم سرقة محتوى المواقع الأخرى ولصقها في الموقع وإلا ستتم المعاقبة.
ما وصلنا إليه هذه الأيام كان مجرد حلم في الماضي، لدرجة انسحاب كثيرين من الانترنت بسبب سرقة موادهم، أما الآن وببساطة هناك شرطي الانترنت “جوجل” والذي يمكنك تقديم الشكوى عنده ليحاسب سارق موادك ويعاقبه على فعلته.
النقود معيار الاستقامة
وعندما يقرر شخص إنشاء موقع ما فإن الربح المادي يكون من بين أولوياته – حتى لو ترفع البعض عن أن هدفهم هو المال ولكن هذه الحقيقة – ولا عيب في ذلك ولكن أن لا يكون ذلك على حساب المحتوى الجيد والمفيد للناس .
وبما أن مردود اغلب المواقع العربية هو من إعلانات جوجل أدسنس فقد أعطى ذلك جوجل سلطة إضافية لضبط المواقع العربية في مجال تقديم محتوى جيد ومفيد للناس.
وبهذه الضوابط أصبح أمام أصحاب المواقع الإلكترونية، ومن أجل أن يصبح لتعبهم في إنشاء المواقع نتيجة مرضية عنصران هامان لضبط المحتوى الذي يقدمونه، وهاذين العنصرين هما محرك البحث جوجل والذي يفرض كما تكلمنا عدم سرقة محتوى مواقع الآخرين، مقابل إعطاء الموقع الزوار وبالتالي ينجح معه العنصر الثاني وهي إعلانات جوجل ادسنس والذي تطلب نفس الشيء، حيث تبين وعن تجربة 6 أعوام أن المواقع التي تقدم محتوى وخدمات فريدة وذات منفعة هي التي تجني الكم الأكبر من النقود، حتى لو كان عدد زوارها اقل من مواقع النسخ واللصق.
تصديقاً لقولي بخصوص جوجل ادسنس وشروطها لقبول المواقع لتكون ناشرة للاعلانات فقد اعلنت جوجل يوم الثلاثاء 11/1/2011 ما يلي
(نحن لا نسمح لمواقع ذات محتوى تلقائي أو غير أصلي أو منسوخ للمشاركة في برنامج ادسنس. وهذا لضمان إستفادة الزوار من تجربة فريدة على الانترنت ، و لضمان أن يتمتع المعلنون لدينا بعرض إعلاناتهم علي مواقع ذات محتوي فريد ).
وتابعت الشركة قولها: (لن نسمح للمواقع التي تستخدم برمجيات لتوليد محتوى ألي بعرض إعلانات ادسينس . قد تبدو مثل هذه المواقع في صورة مواقع الأخبار العادية ، ولكن محتواها مسروق بالكامل من المواقع الأصلية. هذا يمثل انتهاكا خطيرا لسياساتنا. ادسينس يعتمد على الحفاظ على التوازن بين المستخدم والناشر والمعلن ، ونحن نسعى جاهدين لحماية هذا النظام الإيكولوجي بقدر الإمكان من خلال تشجيع وحماية المحتوى الفريد من نوعه وذات الصلة).
ومن جهة أخرى فقد طلبت الشركة من جميع المستخدمين التبليغ عن المواقع التي تقدم محتوى مكرر أو مسروق والذين يضعون اعلانات الشركة في مواقعهم من أجل اتخاذ قرار بشأن تلك المواقع.
الكاتب: علاء عثمان مدير موقع مجمع البرامج