لعل الكثيرين ممن تابعوا قضية شركة جوجل مع الصين نظروا إلى الشركة بعين من الإعجاب إزاء ما حاولت الشركة أن تقوم به في الصين من الدفاع عن حرية الرأي في الصين وتحدي للحكومة الصينية ، ولكن هذا الموضوع كان له بعض الأثر الإيجابي على وضع جوجل العالمي وساعد على توجيه ضربة خفيفة إلى مايكروسوفت.
ففي تصريح للمدير التنفيذي للشركة “إريك شميدت” والذي قال فيه “إذا كنت تريد ان تقوم بشيء وكنت لاتريد من ان يعرف عنه أحد فمن الأفضل أن لاتقوم به” وهو يقصد أنه ليس مسؤولاً عن البيانات التي تقوم جوجل بتخزينها عنك حين تقوم بسبر أغوار الإنترنت فهذه وظيفتها، اما وظيفتك فهي المحافظة على خصوصيتك قدر الإمكان، بالطبع قد يكون كلامه يحمل في طياته بعض المنطق.
إلا أنه وبعد الخطوة الأخيرة من جوجل بتهديدها بترك السوق الصينية فإن البعض سينظر إلى الشركة على أنها مدافعة عن حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي مما سينعكس على الشعور العالمي نحو جوجل، خصوصاً وأن الشركة كانت تعرف بشكل شبه مسبق بأن الحكومة الصينية لن تتجاوب معها بشأن رفع الحظر.
حتى ولو خرجت جوجل من السوق الصيني الآن فهي لن تخسر شيئاً في الأساس لأنها لاتمتلك حصة كبيرة في السوق مثل محرك بحث “بايدو” ولكن فكرة الخروج صعبة اساساً فالشركات تسعى لدخول الصين لأنها أكبر سوق مستخدمين في العالم ويعتبر منجما للذهب لذلك فأنا اتوقع ان تصرح جوجل لاحقاً بأنهم تقدموا ببعض المقترحات للحكومة الصينية التي “ستدرس” هذه المقترحات وسينتهي الموضوع وكأن شيئاً لم يكن، اما لو خرجت فسوف يكون هذا بمثابة إنتصار على “القمع والظلم” وفي كلا الحالتين جوجل ستكون بطلة في أعين المدافعين عن “الحرية والديموقراطية“.
مايكروسوفت والنقاط الإضافية لكروم
بعد أن صرحت جوجل بأنها قد تترك الصين سارعت بعض الشركات إلى التصريح بأنها باقية في الصين وبالطبع مايكروسوفت على رأس هذه الشركات والتي أتى على لسان رئيسها التنفيذي ستيف بالمر بأنهم لن يغادروا الصين، وهذا بالطبع يجعلهم في خانة الأشخاص السيئيين الذين يهمهم المال فقط ولاتهمهم الحرية.
ورغم ان الضربة لم تكن موجهة إلى مايكروسوفت إلا أن الأخبار التي أتت لاحقاً أوضحت أن نظام ويندوز ومتصفح إكسبلورر كان اساساً للهجمات التي وجهت لمزودات جوجل والشركات الآخرى، حيث جعل هذا الأمر العديد من الشركات تعيد التفكير في إستخدام إكسبلورر والتوجه نحو خيارات أكثر أمناً مثل فايرفوكس وكروم .
وعلى الرغم أن العديد من الأطراف تستفيد من ظهور إكسبلورر بمظهر سيء إلا أن ماكينة جوجل الإعلامية سيكون لها دور في دفع تبني كروم من قبل الكثيرين وتسويق حلولهم السحابية الآمنة المتكاملة مع متصفح كروم.