ياهو تشتري مكتوب “تفاصيل إضافية”

ننقل إليكم اليوم بعض التفاصيل الاضافية التي حصلنا عليها حول صفقة شراء شركة ياهو لموقع مكتوب :

• مدرج  ضمن العقد أنه لا يحق لمكتوب الاشارة لمبلغ الصفقة ولا حتى التلميح به. لكن ياهو قد تفعل في وقت لاحق.
• المواقع CashU و Souq و Araby و Tahadi Games كانوا من الأساس عبارة عن شركات مستقلة عن مكتوب، ولها اداريون وطاقم عمل مختلف عن مكتوب. لذا لم تكن من ضمن الصفقة.
• اداريو وطاقم العمل في تلك المواقع اتحدوا معاً الآن تحت شركة واحد تحمل الاسم (جبار Jabbar) ، سيكون سميح طوقان، الرئيس التنفيذي السابق لمكتوب، هو الرئيس التنفيذي لها.
• خصص مبلغ 20 مليون دولار لعمل الشركة الجديدة (جبار Jabbar) . المبلغ هو اعادة استثمار لجزء مما تم تحصيله من صفقة بيع مكتوب لياهو، وتخصيصه للمواقع المتضمنة وادراجها في مظلة واحدة تحت الاسم (جبار Jabbar)
• شركة E-Marketing Arabia التي تنطلق من دبي، والمتخصصة في جلب الاعلانات لعدة مواقع عربية كبيرة منها شبكة تداول للأسهم (المنتدى وليس موقع تداول الرسمي)، تم شراءها بمبلغ غير معلن،  وادراجها من ضمن مجموعة (جبار Jabbar) أيضاً، وستحمل الاسم iKoo

والآن، هناك الكثير من الأسئلة التي تدور حول هذه الصفقة بين ياهو ومكتوب، لعل أهمها هو:

• هل تستحق مجموعة المواقع التابعة المكتوب، مبلغ يقدر بـ 80 مليون دولار أو أعلى؟
  مثل هذا السؤال اجابته لا شك أنها ستختلف من شخص لآخر، ومن شركة لأخرى. ولعل هذا هو الجزء اللامع في الإنترنت اليوم، وخصوصاً في المنطقة، أن الفرص التي به لا يمكن أن ترى من قبل الجميع. قد أرى أنا في موقعك فرصة لم تنتبه لها أنت حتى، وهو موقعك، وعليها فإني أقيمه منك بمبلغ جيد لم تكن لتتوقعه. لم تقتنع بعد؟ حسناً،  لاشك أن ياهو لم تقرر اجراء الصفقة  في ليلة وضحاها. على العكس من ذلك، قد كانت المفاوضات بينها وبين مكتوب جارية منذ ما يزيد عن السنة ونصف، ألقت فيها ياهو نظرة على السوق العربي جيداً، وقامت بدراسته بشكل مستفيض، بل وضف على ذلك أنها قامت بتحليل شركة مكتوب مادياً وفنياً بشكل مطول ودقيق للغاية كما ِأشار لي سميح على الهاتف. هذا كله يعني أن ياهو قد أتممت الصفقة وهي حريصة كل الحرص على أن تكون على صواب، وأن خططها قابلة للتنفيذ، ويمكن تحقيقها على أرض الواقع. لم تقتنع بعد؟

لا بأس. دعنا ننتقل للغة الأرقام إذاً:

• في العام 2000 وبعد وصول عدد المسجلين في مكتوب لمائة ألف، قرر القائمون عليها لتحويلها إلى شركة
• حصل مكتوب على تمويل في العام 2000، ابان بدء الانترنت في المنطقة العربية  بمبلغ 2.5 مليون دولار من شركة EFG-Heme المصرية
• في شهر يونيو من العام 2005، قامت “أبراج كابيتال” ، شركة استثمارية مقرها الإمارات، أبو ظبي، بشراء 40٪ من مكتوب بقيمة 5.2 مليون دولار. هذا يعطي تقييماً لمكتوب على أنها كانت تساوي 13 مليون دولار في وقت كان عدد مستخدميهم أربعة ملايين فقط، وجهل الكثيرين في المنطقة العربية بما فيهم الشباب وصغار السن  بالإنترنت. الآن، وبعد أربعة سنوات تقريباً، ومع تضاعف عدد مستخدمي شبكة مكتوب أربعة مرات و وصوله إلى 16 مليون مستخدم، مضافاً إلى ذلك كسبه لشهره أوسع، وشراءه وتشغيله لعدد من المواقع العربية الأخرى، وانتشار الإنترنت في المنطقة بشكلٍ عام، خصوصاً بين الشباب وصغار السن، كم يمكن أن تصل قيمته اليوم إذاً؟
• لماذا لا تقوم ياهو بعمل بوابة شبيهه بمكتوب بنفسها، ألن يكون هذا أقل كلفة عليها؟
  أن تشتري عملاً جاهزاً في الإنترنت، خيراً لك من أن تدخل في المنافسة، وأقل كلفة، وأسرع في الوصول لتحقيق أهدافك. قوقل اشترت YouTube في عام 2006 بـ 1.65 مليار دولار ، بدلاً من صرفه على Google Video وتطويره. واليوم فضلته عليه، ورفعت اسمه بعد أن أزاحت اسم Google Video. بل أنها اشترت الكثير من الشركات لعمل 95% من خدماتها بدلاً من تجهيزها بنفسها ومن الصفر. هذا الأسلوب تتبعه حتى ياهو، ومايكروسوفت. eBay أيضاً في العام 2002 اشترت PayPal رغم أنها كانت قد طبقت نظام مشابه له في حراجها الالكتروني اسمه BillPoint.

لذا، عندما تشتري ياهو مكتوب، فإنها تتبع نفس الأسلوب، وتضمن به التالي:

1. شريحة مستخدمين عددهم يفوق الـ 16 مليون مرة واحدة. قد يتوقف بعضهم عن استخدام مكتوب بسبب الاعتراض على الصفقة، لكن كم سيكون عددهم؟
2. طاقم عمل يفهم طبيعة المستخدم العربي ويلبي احتياجاته منذ العام 2000
3. طاقم عمل تسويقي استطاع أن يضخ ملايين الدولارات في سوق ناشئة كان من الصعب اقناع الشركات في أن تستخدمه لتسويق منتجاتها
4. طاقم عمل من المطورين والمصممين متمكنين فنياً وملمين بالطابع العربي والاسلامي
5. كيان تجاري، استطاع بالعامية (ان يلعبها صح) ، سواءاً اتفقنا مع توجهه أم لم نتفق، والدليل شريحة المستخدمين، وانتشار الاسم، وكثرة الحديث عنه، واستطاعته في جذب الاستثمارات بملايين الدولارات ابان بدايته وفي المنتصف وحتى النهاية

• هل يجب أن تقلق ياهو من المواقع والمنتديات التي تحتوي على مواد مقرصنة؟
  يجب أن تقلق نعم، لكن لا أعتقد أن هذا يجب أن يلغي الصفقة. قوقل اشترت YouTube بضعف المبلغ 16 مرة رغم أنه كان ولا يزال يعج بالمواد المقرصنة. مثل هذه الشركات خصوصاً وأنها أمريكية، لا يمكنها تجاهل مثل هذه النقطة. لذا هي تملك طاقم عمل قانوني يدرس الأمر ويعرف كيف سيتعامل معه بصورة لا تكبده أموالاً طائلة ولا تدخله في قضايا خاسرة.
• كيف يمكن أن تفيد مثل هذه الصفقة صناعة الإنترنت في المنطقة والاستثمار بها؟

الاجابة واضحة ومختصرة:

1. ستوجه الأنظار للاستثمار في المنطقة، وخصوصاً على مستوى المستثمرين المحليين قبل العالميين
2. ستلعب دور فاعل في اقناع المنطقة أفراداً وشركات بأن الانترنت العربية قد تغيرت في شكلها وفي توجهها وما يمكن أن نخرج به منها
3. سيتحمس الكثيرون وخصوصاً من الشباب، لتقديم المزيد من المواقع والخدمات المبتكرة في المنطقة، في السنوات الخمس القادمة، وتظهر شركات ومؤسسات تعمل على الإنترنت فقط، بالذات وأن الصفقة قد تمت في وقت كان قد ظهر فيه عمليات استثمار مختلفة في بعض المواقع العربية، كلها حتى الآن في الأردن فقط، بالاضافة لعدد من شركات رأس المال الجريء، ومؤتمر أجري في هذا الأسبوع عن الشركات التقنية الناشئة والمهتمة بالإنترنت في السعودية، من تنظيم الهيئة العامة للاستثمار
4. للمستخدم العادي، يتوقع أن يبدأ المحتوى العربي في الازدياد والتحسن، لدخول ياهو أولاً، وحماس الكثيرين المتوقع لتقديم المزيد
5. للمستخدم العادي أيضاً وكذلك لأصحاب المواقع والأفكار. دخول ياهو للمنطقة سيقلل من سلطة قوقل ومايكروسوفت بالتحديد له
6. للمستخدم العادي وكذلك أصحاب المواقع والأفكار،  قد نرى في السنوات القريبة القادمة اهتمام مختلف المواقع الخدمية ومواقع المحتوى باللغة العربية، وبالمنطقة العربية

• متى سنرى التغيير في مواقع مكتوب؟
  ذكرت ياهو بأن التغيير لن يلاحظ الا مع الربع الثاني من العام القادم 2010. وحتى ذلك الوقت، في جعبة ياهو الكثير من الخطط والتعديلات لتجريها على بعض المواقع والمحتوى المتعلق بشبكة مكتوب، لم تعلن أو تلمح عنها بعد.

في تصورنا، إن مثل هذه الصفقة، يجب أن تلاقى بالترحيب، سواءاً كنا متفقين ومعجبين بما قدمته مكتوب أم لم نكن. مثل هذه الصفقة هي نقلة نوعية للإنترنت العربية، قد يفصلها اليوم لمرحلتين، مرحلة ما قبل صفقة ياهو ومكتوب، ومرحلة ما بعد صفقة ياهو ومكتوب.

المصدر: محمد الفارس – سوالف