هاتف جوجل G1 “هل هو جاسوس”

قامت شركة جوجل باطلاق هاتفها المحمول G1 وذلك في أواخر العام 2008 بالاشتراك مع شركة T-Mobile التايوانية لصناعة أجهزة الموبايل . ومباشرة قام الكثيرون بمقارنته بالهاتف العملاق من شركة أبل آي فون iPhone.

وكان الانطباع بأن هذا الهاتف كان سيحقق مبيعات أفضل بكثير لو تم اطلاقه في وقت أبكر من وقت اطلاق هاتف آي فون.

وقد دعمت جوجل موقفها بخصوص الخصوصية الفردية، فهاتفها الجديد يعتبر نقلة نوعية في مجال انتهاك الخصوصيات الفردية للهواتف المحمولة.

باختصار شديد المبدأ هو : تعود على أن الجميع سيعرفون كل شيء عنك.

هذا المبدأ غريب، أما الأغرب فهو طريقة رد غوغل حول هذا الأمر!!. ببساطة ردت جوجل بأن “الخصوصية لم تعد موجودة” !! وبالتأكيد كان هذا التصريح مثار جدول وانتقادات ومقالات عديدة للصحف.

بالطبع نتفهم وجهة نظر جوجل بكونهم صريحين ومباشرين مع عملائهم، لكن هذه الصراحة قد تكون مثار جدل قد يضر بسمعة الشركة العملاقة ، وخاصة اذا ماتم التصريح بمثل هذه الطريقة للعلن.

يتوارد للأذهان سؤال مهم ، هل نثق بجوجل بعد الآن ؟؟؟

فمع تعاظم استخدام تقنية “التخزين في السحاب” (والتي تعني ببساطة تخزين بياناتك على شبكة الانترنت بدلا من دفع تكاليف لشراء معدات خاصة للتخزين عليها. وأكبر مثال لذلك هو GoogleApps و gmail drive) فان الكثير من الشركات تقوم بتخزين معطياتها لدى شركات أخرى ، وتقوم بائتمانها على اسرارها علاوة على الثقة في أن جوجل وغيرها من الشركات الموفرة لخدمة التخزين ستضمن توافر هذه المعطيات بشكل دائم واعتمادية عالية لخدماتها.

لكن ماذا لو أن شركة جوجل وغيرها من الشركات التي تقوم بتخزين ملفاتك، ولا تمسحها عندما تقوم أنت بمسحها، وقامت باستخدامها فيما لايرضيك؟؟ هل ستستطيع وقتها تحمل تكاليف رفع قضايا على شركة عملاقة لدينا جيش من المحامين الخبثاء.

ما الذي سيفعله هاتف جوجل الجديد ؟

قامت جوجل بتوضيح طبيعة هاتفها. هذا الهاتف هو نقلة نوعية في الهواتف الجوالة ، فهو يقدم لجوجل تسهيلات كبيرة لتتبع تصفح المستخدم للانترنت، وبذلك ستقوم بارسال اعلانات موجهة بشكل دقيق كما تفعل على متصفحك العادي .

أما ماهو اكثر فهو أنه وباستعمال هاتف جوجل فان جوجل تستطيع أن تتتبع بريدك الالكتروني و رسائلك القصيرة و قائمة الاتصال لديك ، وحتى موقعك الجغرافي GPS ، ومن هذه المعلومات تستطيع اختيار نوعية الاعلانات التي يجب ارسالها لك المرسلة لك ومتى يجب ارسالها !!

هاتف جوجل الفريد يحتاج الى حساب Google Account لتستطيع تشغيله !! وفي كل مرة تقوم فيها بتشغيل الجهاز يجب أن تسجل الدخول إلى حسابك ، هذه أول مرة تظهر فيها هذه الظاهرة في الهواتف النقالة.

جهات الاتصال المخزنة في هاتفك مع ارقام الهواتف يتم تخزينها على مخدمات جوجل وفي قواعد بياناتها ، جميع رسائلك القصيرة يتم تخزينها على مخدمات وقواعد بيانات جوجل تماما مثلما يتم تخزين الايميلات في Gmail.

وبعكس أجهزة الكومبيوتر العادية فان أجهزة الهاتف المحمول تستخدم غالبا من قبل شخص واحد ، وترافقه في كل مكان وكل وقت، لذا فانها تعطي معلومات أفضل عن طبيعة اهتمامات هذا الشخص وبالتالي توفر بيئة افضل بكثير لاختيار نوعية الاعلانات التي تصل له. كما أن الاعلان الذي يتم ارساله الى جهازك النقال غالبا ستتم قراءته ، وفي الحقيقة أن ارسال الاعلانات المختلفة للاشخاص باختلاف موقعهم الجغرافي وفي أي وقت هي نقلة نوعية في مجال الاعلانات.

تجدر الاشارة الى أنه وبمجرد ان يتم تخزين بياناتك على أي مخدم على الانترنت فما من طريقة تجعلك تضمن ان هذه المعلومات سيتم مسحها في الوقت الذي تطلب انت فيه مسحها، وما من طريقة تضمن لك أن هذه البيانات لن يتم استعمالها بشكل أو بآخر.

ان اتفاقيات الخصوية موجودة لدى التسجيل في العديد من المواقع لكن هل هناك طريقة حقيقية لضمان تنفيذها؟ اضافة الى أن بعض المواقع أصبحت تجاهر صراحة بأنها لن تقوم بمسح بياناتك الشخصية منها مثلما يفعل الموقع الاجتماعي الشهير “فيسبوك”.

نترككم الآن مع مقطع الفيديو هذا والذي يوضح لكم بعض مزايا هاتف جوجل G1